وقال ديدوف، في مقابلة خاصة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) إن البلدين سيواصلان تطوير وتعزيز التعاون في جميع المجالات.
وفي إشارة إلى إعداد وثيقة تعاون طويل الأمد بين الجانبين، اكد أن هذه الوثيقة هي اتفاقية قوية للغاية تغطي تقريباً جميع جوانب التعاون بين إيران وروسيا.
ورحب السفير الروسي في طهران بالاتفاق الأخير بين إيران والسعودية لاستئناف العلاقات الثنائية،قائلا: "نعتقد أن هذا الاتفاق سيحسن بشكل كبير الوضع الإقليمي برمته في الشرق الأوسط وخارجه".
وحول زيادة استخدام العملات الوطنية في التبادلات الإقليمية والدولية، قال السفير الروسي بأن عملية "إزالة الدولرة" من الاقتصاد، ستستمر وتتوسع عالمياً.
وتابع: خلال العام الجاري ( منذ كانون الثاني /يناير 2023) أجرى الرئيسان الايراني والروسي ثلاثة اتصالات هاتفية. وهناك تبادلات جيدة للغاية على مستوى مجلسي الأمن القومي في البلدين، حيث قام أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، بزيارة إيران في تشرين الثاني /نوفمبر 2022.
وتابع بأنه كان هناك تبادل جيد لوجهات النظر بين وزيري خارجية البلدين في روسيا نهاية آذار /مارس 2023. وايضا بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ونظيره الروسي في موسكو في شباط/ فبراير 2023.
واستطرد حديثه في سياق العلاقات الايرانية الروسية وقال السفير الروسي :" إنه في مجال الاقتصاد ، فقد تم تسجيل أرقاما جيدة جدًا وعلى سبيل المثال قبل عامين حققنا نمواً بنسبة 40٪ بين العلاقات الاقتصادية للبلدين، وقد بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي حوالي 5 مليارات دولار وعلى وجه الدقة 4.86 مليار دولار."
وتابع انه وعلى صعيد الثقافة والتعليم فقد قمنا بزيادة عدد المنح الدراسية إلى 300 شخص . وقمنا بتبادلات ثقافية مشتركة حيث شارك فنانون روس في مهرجانات الأفلام الإيرانية ومنها مهرجان فجرالدولي من جهة ، واقيم مهرجان موسيقى كورالي ايراني في المدينة الروسية سانت بطرسبرغ.
اما على الصعيد الرياضي، فقد أقيمت مباراة كرة قدم بين سباهان أصفهان وزينيت الروسي ، بالإضافة إلى مباريات متفرقة أخرى لذلك فإن علاقاتنا متعددة الأبعاد.
ورداً على سؤال حول متى سيتم التوقیع علی الاتفاقية طويلة الأمد بين إيران وروسيا وما هي خصائص هذه الاتفاقية وما هي أبعادها، صرّح السفير الروسي :" بأنه يتم العمل علیها بشكل مكثف وجدي من قبل قادتنا ووزراء خارجيتنا، وتعد هذه الاتفاقية بالاتفاقية القوية للغاية بحيث تغطي تقريبا جميع جوانب التعاون بين إيران وروسيا."
الممر الدولي بين دول الشمال والجنوب يمر عبر ايران
وبشأن ممر العبور الدولي بين الشمال والجنوب ،قال السفير الروسي :" إنّ هذا الممر يمر عبر روسيا ،ويمتد الى منطقة بحر البلطيق من لينينغراد إلى الهند وعبر الأراضي الإيرانية."
يُذكر بأن للممر الشمالي الجنوبي ثلاثة مسارات تعبر الساحل الغربي لبحر قزوين ثم مباشرة عبر بحر قزوين والطريق الشرقي و بالطبع كل واحد منهم يذهب من إيران إلى بندر عباس ومن هناك إلى الهند عن طريق البحر. مما يسمح هذا الامر بالعبور من لينينغراد إلى بندر عباس بالكامل عن طريق النقل بالسكك الحديدية ويوفر الكثير من الوقت.
استئناف العلاقات الايرانية- السعودية وتداعياتها في المنطقة
وحول الاتفاق بين إيران والسعودية واستئناف علاقات دول المنطقة مع سوريا قال السفير الروسي:" نرحب بالدور الصيني المهم في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية ونعتقد بأن هذا سيحسن بشكل كبير الوضع الإقليمي برمته في الشرق الأوسط وخارجه."
وتابع في هذا السياق بدأنا نلحظ الاتجاهات إيجابية لإستئناف العلاقات الايرانية – السعودية ، فعلى صعيد القضیة السورية فقد رأينا انفراجا للعلاقة بين السعودية وسوريا بيحث دعت المملكة العربية السعودية الرئيس السوري بشار الأسد إلى قمة الجامعة العربية.
واما فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي بين إيران والمملكة العربية السعودية وروسيا ، قال السفیر الروسي :" أننا نحتاج إلى رؤية كيفية استئناف وتطور العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران وما هي المشاريع التي يتم تنفيذها على وجه التحديد."
عملية ازالة الدولرة في المبادلات الإقليمية والدولية
وفيما يتعلق بعملية ازالة الدولرة أو تقليص دور الدولار في المبادلات الإقليمية والدولية، قال السفير الروسي :" إن اقتصادنا يخضع أيضاً للعقوبات ، تماماً كالاقتصاد الإيراني. لذلك في هذه الحالة ، فإن البدء في إزالة الدولار من معاملات التجارة الخارجية برأيي ، هو قرار منطقي تماماً ويجب أن ننظر في المشاكل التي يواجهها البلدان في تبادل الدولار بسبب العقوبات."
مشروع الاتصال بدول المنطقة الأوراسية عبر تطبيقي SPAM و SPFS
وفيما يتعلق بمشروع المراسلة المالية بين إيران وروسيا عبر تطبيقي SPAM و SPFS ،قال السفير الروسي: "هذه العملية مستمرة وهي عملية إيجابية للغاية وقد أعطينا الآن الأولوية للتعاون المالي والمصرفي مع إيران في ضوء تركيزنا المشترك على ضمان استقرار المدفوعات الثنائية المستقلة عن الآليات الوسيطة للدول الثالثة وإنشاء بنى تحتية مستدامة للدفع والتسوية من خلال المؤسسات ذات الصلة ونأمل بشدة أن تسفر هذه العملية عن نتائج فعالة ومرضية."
يُذكر بأن العلاقات الايرانية -الروسية آخذة في التطور، سواء على الصعيد الثنائي أو في ظل التطورات الإقليمية والدولية، وقد بدأت تأخذ حيزاً مهماً وفعالاً منذ فترة بحيث ازدادت الزيارات والمحادثات الثنائية بين مسؤولين البلدين والمتعددة الاطراف بشكل جدي اكثر من ذي قبل.
انتهی**ر.م
تعليقك